يعتبر التذكر و النسيان وجهين لوظيفة واحدة فالتذكر هو الخبرة السابقة مع قدرة الشخص في لحظته الراهنة على استخدامها . اما النسيان فهو الخبرة السابقة مع عجز الشخص في اللحظة الراهنة عن استعادتها و استخدامها .
و الذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو و تتطور ، و تتصف ذاكرة الطفل في السادسة بانها آلية . معنى ذلك ان تذكر الطفل لا يعتمد على فهم المعنى و انما على التقيد بحرفية الكلمات . و تتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية ( العقلية ) التي تعتمد على الفهم .
ان التذكر المعنوي لايتقيد بالكلمات و انما بالمعنى و الفكرة ، و بفضله يزداد حجم مادة التذكر ليصل الى 5 ـ 8 اصناف . كما ان الرسوخ يزداد و كذلك الدقة في الاسترجاع . و يساعد على نمو الذاكرة المعنوية نضج الطفل العقلي و قدرته على ادراك العلاقة بين عناصر الخبرة و تنظيمها و فهمها .
يتطور التذكر من الشكل العضوي الى الارادي . ان الطفل في بداية المرحلة يعجز عن استدعاء الذكريات بصورة ارادية و توجيهها و السيطرة عليها و يبدو هذا واضحا في اجابته على الاسئلة المطروحة عليه اذ نجده يسترجع فيضا من الخبرات التي لاترتبط بالسؤال . و تدريجيا يصبح قادرا في اواخر المرحلة على التذكر الارادي القائم على استدعاء الذكريات المناسبة للظروف الراهنة و اصطفاء مايناسب الموقف .