اختراع مطاط.. يلتئم تلقائيا
أعلن كيميائيون فرنسيون انهم اخترعوا نوعا من المطاط يلتئم تلقائيا بعد شطره، وهو انجاز هائل قد يسمح بانتاج ملابس تصلح نفسها بنفسها اذا تمزقت وألعاب تستعيد حالتها الأصلية اذا كسرها طفل.
وبامكان التركيبة الجزيئية، التي وصفها علماء آخرون بأنها تحوي «نفحة من السحر»، ان تلتئم في الحرارة السائدة في غضون ۱۵ دقيقة عبر جمع الأجزاء المتضررة ببعضها، حسب ما نقل العلماء في مصادر علمية بريطانية.
ويضم المطاط التقليدي سلاسل طويلة متشابكة من المتماثرات قادرة على التمدد ثم استرجاع حجمها وشكلها الأصليين.
اما التركيبة الجديدة التي صنعها فريق من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية وشركة اركيما الخاصة، فتتميز بقدرة التمدد نفسها لكن بالاستعانة بمزيج مؤلف من نوعين مختلفين من الجزيئات الأصغر حجما.
وبعض الجزيئات قادر على الالتحام بجزيئتين أخريين، فيما البعض الآخر قادر على الالتحام بثلاثة.
وتجمع الشبكة ببعضها روابط هيدروجينية اكثر ضعفا، تنكسر عند قطع المطاط لكنها تشكل من جهة اخرى «صمغا» ذريا يعيد جمع السلاسل لاعادة وصل الشطرين المقطوعين.
وتضم المكونات أحماضا دهنية مشتقة من الزيوت النباتية المعتادة يتم دمجها تدريجيا مع مادة داييثيلين ترايامين ومادة اوريا «البولة» وهما مادتان كيميائيتان زهيدتا الثمن وشائعتان.
وتأتي النتيجة في مادة تصبح على حرارة ۸ درجات مئوية، بلاستيكية زجاجية شبه شفافة، كالمطاط اللين ويمكن تمديدها الى خمسة اضعاف حجمها الاصلي قبل ان تنشطر.
لكن على عكس المطاط، يمكن إصلاح القطع على درجة الحرارة السائدة «۲۰ درجة مئوية» دون ضرورة تسخينها او الضغط عليها بقوة. ومن الممكن اعادة تكوين المادة بسهولة.
وقال كبير الباحثين لودفيغ ليبلر من مختبر المواد اللينة والكيمياء في المجلس الوطني للبحوث العلمية «اذا احدثت ثقبا في غشاء مطاطي على احد الجدران، يلتئم الثقب تلقائيا».
واضاف «كل ما له علاقة بالضغط، كالمفاصل والأغلفة المطاطية يمكن اصلاحها، ومن الممكن تكرار عملية الالتئام مرات عدة».