بينت دراسة جديدة في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، أن لصقات النيكوتين المستخدمة للإقلاع عن التدخين، يمكن أن تزيد الذاكرة لدى نسبة من مستخدميها. وهذه الدراسة شجعت العلماء على البحث في إمكانية إنتاج أنواع شبيهة بالنيكوتين لا تؤدي إلى الإدمان من أجل استخدامها في شحن الدماغ ووقف تدهور الذاكرة. وفي دراسات سابقة أجريت من قبل باحثين من الجامعة ذاتها، أشار الباحثون الى ان النيكوتين يمكن أن يساعد على التقليل من حدة العديد من الأمراض مثل انفصام الشخصية، وزيادة الحركة، ومرض الزهايمر الذي يؤدي إلى العته الدماغي وداء باركنسون.
وأشارت الأبحاث السريرية على المتطوعين إلى ان تناول النيكوتين لمدة أربعة أسابيع يقلل زمن الاستجابة لدى استدعاء الذاكرة الى النصف تقريباً، وذلك عند اخضاع المتطوعين الى اختبارات الذاكرة المتوفرة في المراكز الطبية.
كما بينت التحليلات الدقيقة أن النيكوتين يحسن الحركات الإرادية ويزيد دقة إنجاز الأعمال اليدوية والتركيز أيضاً.
وقال الباحث كرترايسن هيدي، إن لصقات النيكوتين قد تحسن حياة الناس اليومية وتزيد من نسبة انتباههم واهتمامهم. وهذه الدراسة ستشجع الباحثين على إيجاد مادة شبيهة لها من أجل معالجة اضطرابات الذاكرة في المستقبل القريب.
ورغم الفوائد الإيجابية للنيكوتين، إلا ان الباحث ادوارد ليفين، من جامعة ديوك، حذر بشكل شديد من أن الناس يجب ألا يشجعوا على التدخين من أجل الحصول على النيكوتين، أو يشجعوا على استخدام لصقات النيكوتين من دون سبب، أو بشكل زائد عن الحد. فالنيكوتين يترافق مع اختلاطات غير مرغوب فيها، مثل: الغثيان، الدوخة، زيادة ضغط الدم، وزيادة عدد ضربات القلب. وحتى الآن لم يثبت الأطباء فوائده في العلاج على المدى البعيد.
أجريت تجارب الدراسة على 11 متطوعا تزيد أعمارهم على 60 سنة، حيث قسموا إلى مجموعتين: الأولى أعطي المشاركون فيها لصقات نيكوتينية حقيقية، أما المجموعة الثانية فأعطيت لصقات وهمية لا تحتوي على مادة النيكوتين. واستمرت الدراسة لمدة 10 اسابيع، حيث جرت مقارنة النتائج بعد ذلك.
وقد خضع المشاركون ثماني مرات لاختبارات الذاكرة والانتباه خلال الدراسة، حيث استخدم مقياس CGI الدولي، أو ما يدعى الانطباع السريري العام Clinical Global Impression، وفي التقديرات النفسية والعصبية استخدمت بطارية ماتركس تحتوي على 6 اختبارات مختلفة لتحديد سرعة التعكير، والانتباه، والذاكرة، والمهارات اليدوية لإنجاز الأعمال، كما استخدم الكومبيوتر أيضاً من أجل إجراء الاختبارات وتحليلها بشكل عام.
وقد تبين من تحليل النتائج أن أصحاب المجموعة التي أخذت النيكوتين انخفض زمن اتخاذ القرارات لديها من 200 جزء من الثانية إلى 100 جزء من الثانية، مقارنة مع المجموعة الأخرى، وازدادت لديهم النشاطات العصبية بشكل ملحوظ. هذا ولم يترافق اعطاء النيكوتين على شكل لصقات باختلاطات تذكر، فقط قليل من التخريش الجلدي والغثيان. ووجد ان النيكوتين يحاكي او يقلد عمل وسيط كيميائي يدعى الاستيل كولين في الدماغ. وقد خلصت الدراسة الى ان النيكوتين يحرض الذاكرة ويقلل من فقدان المحاكمة الفكرية إذا اخذ في الوقت المناسب وبكميات مناسبة.
وفي النتيجة أكد الأطباء على عدم فهم الدراسة بشكل مغلوط، إذ ينبغي عدم التشجيع على التدخين بأي شكل من الأشكال لأن ذلك يترافق مع ازدياد نسبة حدوث السرطان بجميع أنواعه، خاصة سرطان الرئة وسرطان المثانة وسرطان الجهاز الهضمي. وقد أشارت الدراسات الحديثة الى ان التدخين يترافق مع سرطانات الثدي، ايضا وسرطانات غدة البنكرياس.
ووجد الأطباء أن المدخنين الذين يأخذون لصقات النيكوتين ويستمرون في وضع اللصقات لديهم خطورة عالية لحدوث التسمم واضطرابات القلب وأمراضه. لذلك يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار استخدام اللصقات بشكل مكثف، وعدم التدخين أثناء استخدام هذه اللصقات.