التسبيح لله عز وجل علاج نفسي للانسان

التسبيح لله تعالى له اربعة واجه:تسبيح الذات ,والصفات والافعال والاسماء .. حول هذا الموضوع يقول المجمع العلمي لبحوث القران والسنة

للتسبيح اوجه كثيرة فهو صلاة وهو ذكر لله تعالى من قبل الانس والجن والملائكة وكل مخلوق في السماوات والارض والتسبيح فطرة خلق كل مخلوق او جماد في الكون كله ..فكل مخلوق يسبح لله تعالى ولكننا لا نفقه كيفية تسبيح المخلوقات جميعا لله عز وجل ونجد ذلك في قول الله تعالى (تسيح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا)

ولما كان التسبيح والتنزيه لله تعالى من كل ما لا يليق به وهو الانصياع لفطرة خلقه فاننا نفهم ان كل خلق يعيش على فطرته التي فطره الله تعالى عليها وبالتالي يعيش لله مسبحا ولما كانت الكواكب والنجوم في افلاكها مفطورة على حركة الطواف فان الطواف صلاة وسجود وتسبيح لله تعالى

ونشاهد في خلق الله تعالى عجبا فلقد اكتشف حديثا ان كل شيء في الكون يطوف حول مركز طواف له ,نشاهد الاقمار تطوف حول كواكبها واذا كان للارض قمر واحد فان لكوكب المشتري ستة عشرة قمرا ولكوكب زحل كذلك كلها تطوف حول كواكبها في نظام متقن لا تفاوت فيه ولا اختلاف والشمس وكواكبها تدور حول مركزالمجرة مرة واحدة كل مائتي مليون سنة فقد اتمت دورتها الثانية عشرة حول مركز المجرة منذ خلقها والى اليوم كما تدور المجرات الاخرى حول مركز الكون, ان الطواف حركة قدرها الله تعالى في فطرة كل خلق في الكون واكتشف العلماء حديثا ما اكد هذه الحقيقة وهو ان نظام خلق الذرة يشبه نظام خلق المجموعة الشمسية فكما تطوف الكواكب حول الشمس فكذلك تطوف الاليكترونات حول نواة الذرة
وكتب احد العلماء المعاصرين هو الدكتور اونويل انه دهش دهشة بالغة مما قاله الصوفي الاسلامي او الحسن الذي عاش منذ اكثر من الف عام قال اذا فلقت الذرة وجدت في قلبها شمسا وهذا قول عجيب فلم يكتشف الذرة ا لا من اواخر القرن التاسع عشر
ولم يعرف النظام الشمسي الا في القرن السابع عشر واذا كانت اجسامنا مكونة من ذرات هي الاخرى ففي اجسامنا مليارات لا تحصى من حركة الطواف الدائمة التي لا تنقطع
ونلاحظ في جميع الاحوال ان الذي يطوف يكون اقل شانا من الذي يطاف حوله فالكوكب اكر من الاقمار التي تدور حولها والشمس اكبر من الكواكب التي تطوف حولها ونواة الذرة اكبر كثيرا من الكهارب التي تطوف حولها والعرش العظيم اعظم شانا من الملائكة الذين يطوفون حوله وهنا تتضح لنا حقيقة عظيمة وهي ان الكعبة المشرفة اعظم شانا من الطائفين من حولها وحقيقة عظيمة اخرى وهي ان الطواف حول الكعبةرمز لفطرة كل الخلق في الكون ولفطرة خلق السماوات السبع جميعا ومن فيهن فكما تطوف الملائكة حول العرش في الملا الاعلى وكما يطوف كل خلق في السماوات جميعا فكذلك يطوف المؤمن حول الكعبة المشرفة في هذه الارض
ومن هنا تتجلى حقيقة اخرى ان الذي يطوف حول الكعبة المشرفة من المؤمنين في الارض انما يندمج مع الكون كله وفطرة الخلائق جميعا في السماوات والارض والعرش العظيم فاذا كان الكون كله في حالة تسبيح وصلاة لله عز وجل يبتهل الى الله تعالى ويناجيه سبحان الله العظيم وسبحان الخالق الباريء المصور ولا اله الا الله
والذي يذهب الى الكعبة المشرفة يشاهد منظرا عجيبا يشاهد اسرابا من الحمام تطير في السماء تشارك الناس في طوافهم حول بيت الله الحرام ولا تطير فوق الكعبة قط ولا تقف على جدرانها ابدا ولا تخرج فضلاتها في البيت كما تفعل في اماكن اخرى ان هذه الطيور تطوف هي الاخرى حول بيت الله الحرام فهي مسبحة لله تعالى ايضا كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون
ان الارتباط بين التسبيح والعلم ارتباط وثيق جدا لان الانسان المسبح هو انسان اندمج مع مع فطرة الخلق في الكون كله واشترك مع كل الخلائق في السماوات والارض في الاتجاه الى الله عز وجل وبذلك صار المسبح اقرب الناس الى العلم واكثر الناس ارتباطا بالحق
__________________